يعتبر عمود السواري (عمود دقلديانوس) من أشهر معالم الاسكندرية القديمة ، وقد نصب بين منطقة مدافن المسلمين الحالية المعروفة باسم “مدافن العمود” وهضبة كوم الشقافة الأثرية .
– هذا العمود من حجر الجرانيت الأحمر . ويتكون من ثلاثة اجزاء ( القاعدة والبدن والتاج ) . ويبلغ الارتفاع الكلى للعمود 26 م . ويعد قطعة من محاجر الجرانيت عند اسوان تم نقله بطريق النيل ثم حمل فى الترعة التى تمد الاسكندرية بالماء العذب ومن الترعة نقل العمود الى مكانه .
وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم (معبد الإله سيرابيس البطلمي الأصل) الذي أسسه الملك بطلميوس الثالث خلال القرن الثالث قبل الميلاد. وكان المعبد أضخم وأهم معابد الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني.
تسميات العمود :
أطلق على العمود عدة تسميات عبر العصور المختلفة منها :
عمود بومبى ( منذ الحروب الصليبيه ) وهى تسمية خاطئة ويرجع هذا الخطأ الى ان الفرنجة طنوا ان رأس بومبى القائد الرومانى الذى هرب الى مصر فرارا من يوليوس قيصر وقتله المصريون قد وضعت فى جرة جنائزية ثمينة فوق تاج العمود .
عمود السوارى وهذه التسمية ترجع الى العصر العربى وربما جاءت هذه التسمية نتيجة لارتفاع هذا العمود بين 400 عمود التى تشبه الصوارى ، لذا اطلق عليه سارى السوارى وحرف بعد ذلك الى عمود السوارى .
عمود دقلديانوس حيث يوجد نقش يونانى على جانب القاعدة الغربى نصه ” الى الامبراطور العادل ، الاله الحامى للاسكندرية دقلديانةس الذى لا يقهر أقام بوستوموس والى مصر هذا العمود”
*** أقيم هذا العمود بعد ان اخمد الامبراطور دقلديانوس الثورة التى قام بها فى الاسكندرية القائد الرومانى لوكيوس دوميتيوس الملقب بأخيل والذى أدى الى تفشى المجاعة بين السكندريين ، فأعاد دقلديانوس جزية القمح المرسلة من مصر الى روما ووزعها على فقراء الاسكندرية ، وأصلح من نظام ادارتها مما جعل الناس يتحدثون بفضله ، فأقيم هذا العمود ونقش عليه النص السابق . وقد يفهم من النص ان التاج كان يعلوه تمثال للامبراطور اسوة بما اتبع فى كثير من أعمدة الاباطرة السابقين .