أنشأ هذه القلعة السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى المحمودي ،و قد تدرج في الوظائف حتى وصل إلى السلطنة في عام 872 هـ / 1467 م و تـوفى في عام 901 هـ / 1495 م ، و دفن بمدرسته بالصحراء بالقاهرة وقد سافر السلطان قايتباى إلى الإسـكندرية في شهر ربيع الأول سنة 882 هـ / 1478 م , و توجه نحو المنار القديم و أمر أن يبنى على أساسه برجا عظيما ، و في شهر شعبان سنة 884 هـ / 1479 م سـافر السـلطان مرة أخرى إلي الإسكندرية ليرى البرج الذي أنشأه هناك و قد انتهى العمل به .وقد أنشئت هذه القلعة لتحصين مدينة الإسكندرية و حمايتها من الاعتداء الخارجي و خصوصا من الدولة العثمانية التي بدأت تغير اتجاه فتوحاتها من أوربا إلى الشرق الإسلامي فحاول السلطان قايتباى أن يحصن الثغور المصرية فبدأ ببناء العديد من القلاع الجديدة .
وصف القلعة
وتتكون القلعة من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات و للقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة و للقلعة سوران يمثلان نطاقين دفاعيين فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجا دفاعية ، البرج الرئيسي في الفناء الداخلي مربع الشكل طول ضلعه 30 مترا وارتفاعه 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد بالجهة الشمالية الشرقية يتكون من دورقاعة وسطى يحيط بها أربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.و يوجد بالقلعة صهريج ضخم لخزن الماء العذب لاستعمال المقيمين بالقلعة .
البرج الرئيسي في الفناء الداخلي مربع الشكل طول ضلعه 30 مترا وارتفاعه 17 مترا وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي تضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا.
أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايتباي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الاسكندرية يغطيه قبو متقاطع كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز البر المصنوع من القمح وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.
حالة القلعة على مر العصور
- جدد السلطان قنصوه الغوري القلعه وزاد من حاميتها و زودها بالسلاح .
- عندما فتح العثمانيون مصر:- استخدموا هذه القلعه مكانا لحمايتهم واهتموا بالمحافظه عليها وجعلوا بها طوائف من الجند و المشاه و الفرسان و المدفعيه للدفاع عنها ومن ثم الدفاع عن بوابه مصر بالساحل الشمال ولما ضعفت الدوله العثمانيه بدأت القلعه تفقد اهميتها الاستراتيجيه و الدفاعيه نتيجه لضعف حاميتها .
- تمكنت الحمله الفرنسيه علي مصر بقياده نابليون بونابرت الاستيلاء عليها وعلي مدينه الاسكندريه سنه 1798م الامر الذي ادي الي الاستيلاء عليها ومنها استولوا علي باقي مصر.
- ولما تولي محمد علي باشا حكم مصر عمل علي تحصين مصر وخاصه سواحلها الشماليه فقام بتجديد اسوار القلعه واضاف بعض الاعمال بها لتتناسب التطور الدفاعي للقرن ال19 تمثلت في تقويه اسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحليه هذا بالاضافة الي بناء العديد من الطوابي و الحصون التي انتشرت بطول الساحل الشمالي لمصر .
- ولما قامت ثوره احمد عرابي سنه 1882 والتي كان من نتائجها ضرب مدينه الاسكندريه يوم 11 يوليو 1882 تم تخريب القلعه واحداث تصدعات بها .
- وقد ظلت القلعه علي هذه الحاله حتي قامت لجنه الاثار العربيه سنه 1904 بعمل العديد من الاصلاحات بها و القيام بمشروع لعمل التجديدات بها استنادا علي الدراسات التي قام بها علماء الحمله الفرنسيه المنشوره في كتاب وصف مصر وايضا التي قام بها الرحاله كاسيوس في كتابه سنه 1799 .