يرجع تاريخ إنشاء ميدان محطة الرمل بالإسكندرية إلى عصر عباس حلمى الثانى، وهو عبارة عن موسوعة لتأريخ أسرة محمد على وإنجازاتها الحضارية بالمحافظة بدءا من الخديو توفيق حتى الملك فاروق.
يمتد ميدان محطة الرمل جغرافيا فى شياخة المسلة من ناصية شارع صفية زغلول حتى جامع القائد إبراهيم، يلاصقه من الناحية الغربية ميدان سعد زغلول وبه تمثاله الشهير.
ميدان محطة الرمل شاهد على فترة مجد الإسكندرية وازدهارها، لأنه يحتوى على مباهج المدينة من دور سينما ومقاه وفنادق وحدائق ومساجد ومكاتب طيران دولية وشركات عالمية.
الميدان تعرض للتطوير عبر عدة مراحل، قبل أن يبقى في صورته الحالية، ففى عام 1882 لم يكن الميدان موجودا، وكان عبارة عن محطة ترام وسط الرمال، وكانت المنطقة تسمى قرية الرمل، وبداية من عصر عباس حلمى الثانى، الذي شهد عصره نقلة حضارية بدأ الميدان يأخذ شكله الأوربى المعاصر، وارتبط إنشاؤه بخط ترام الرمل، وكان يوجد في الجهة البحرية أكشاك ومقاصف، وفى عهد حسين كامل ظهرت المبانى المميزة من تصميم المعمارى الإيطالى الشهير لوريا، أما مبانى الجهة الجنوبية فقد صممها «إيلى لطفى»، وهو يهودى مصرى وكان نابغة في المشاريع الاقتصادية، وأنشأ مجموعة السينمات الشهيرة في الميدان (فريال وراديو واستراند).
ويوضح أن الملك فاروق أنشأ في عام 1951 جامع القائد إبراهيم على قطعة أرض فضاء من تصميم الإيطالى الشهير «ماريو روسى»، الذي صمم مسجد أبوالعباس المرسى وبجوار المسجد مبنى القنصلية الإنجليزية ويشغلها الآن مبنى تابع لكلية طب الإسكندرية، ومبنى «فينى»، ويعد من أرقى المبانى التي تطل على كورنيش الإسكندرية.
وتم التطوير في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من خلال إنشاء حديقة الخالدين بمحيط مسجد القائد إبراهيم، ووُضعت بها تماثيل ضخمة لأعلام الإسكندرية (سيد درويش وابن خلدون وحسن الإسكندرانى والقائد إبراهيم). الميدان شهد تاريخا طويلا من التطور وكان يوجد به سبيل مياه، تحول إلى فسقية وتم إزالتها وكان يوجد محل فيشار شهير بالميدان يمتلكه رجل يونانى وتركه عام ١٩٦٧. وصُوّر بالميدان العديد من الأفلام المصرية القديمة، أشهرها «ميرامار»، كما حرص على زيارته الفنانون، منهم سميحة توفيق ويوسف فخر الدين وحسين فوزى ونجيب محفوظ وثروت أباظة ومحمد أحمد المصرى، أبولمعة، وأشهر من كان يمر به يوميا الشاعر قسطنطين كفافيس، وكان يعمل في مكتب تفتيش الرى الموجود بعمارة أتينوس المشرفة على الميدان.
و الميدان يضم محال ومقاهى شهيرة ارتبط اسمها بمدينة الإسكندرية وما زالت موجودة حتى الآن، فضلا عن عيادات كبار الأطباء. ويقول الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر: ميدان محطة الرمل كان يطلق عليه ميدان إسماعيل حيث كان مخططا له أن يوضع تمثال الخديو إسماعيل في هذا الميدان، إلا أن الأمر تغير بوضع التمثال أمام نصب الصداقة الإيطالى (نصب الجندى البحرى المجهول في المنشية). وارتبط الميدان باسم محطة الرمل؛ نظرا لوجود محطة ترام الرمل، حيث كان يطلق على شرق الإسكندرية الرمل. وينتهى الميدان بمسجد القائد إبراهيم حيث قرر الملك فاروق إنشاء المسجد بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على وفاة إبراهيم باشا ابن محمد على باشا، حيث بدأ إنشاؤه عام ١٩٤٨ وافتتح عام ١٩٥١. ويشير إلى أن ميدان محطة الرمل يضم العديد من المبانى التراثية، أهمها عمارة فينيسيا الصغيرة وصممها المهندس الإيطالى الأصل «لوريا»، وفاز المبنى بجائزة أجمل واجهة بالمدينة عام ١٩٢٩ ويتميز بعقوده الحجرية المنفذة على الطراز الإسلامى الأندلسى، بالإضافة إلى الزخارف القوطية.
Hits: 1163