انتشرت علي بعض مواقع التواصل الاجتماعى صورة لشاطئ سيدى بشر وتوضح اختفاء المساحة الرملية للشاطئ بسبب النوات وارتفاع الأمواج. بل واجتهدت بعض المواقع ولمحت عن بداية غرق الإسكندرية استنادا لما صرح به رئيس الوزراء البريطانى خلال قمة جلاسجو للمناخ التي انعقدت مؤخرا.
وهنا كان لابد لنا أن نوضح الحقيقة وننشر المعلومات الصحيحة.
اولا عن الحديث عن غرق الإسكندرية فقد صرح الخبير الجيولوجى المصرى عباس شراقى إن ارتفاع درجات حرارة الأرض للمستوى الذى يرتفع معه منسوب سطح البحر متر او مترين يحتاج لآلاف السنين وان ارتفاع مستوى سطح البحر فى العالم خلال القرن الماضى كان حوالى 16_20سم وازداد مؤخرا منذ عام 1993ليصبح حوالى 3مم/سنة فقط طبقا للقياسات بالاقمار الصناعية.
ولم تكن محافظة الإسكندرية بعيدة عن تلك التهديدات-بالرغم من ان توقعات حدوثها يحتاج لمئات السنين بل لآلاف السنين- فقامت بإنشاء أعمال حماية بحرية بطول الساحل أمام محافظة الإسكندرية تحسبا لما قد ينتج من ارتفاع لمنسوب مياه البحر المتوسط .
بدأت المرحلة الأولى فى إنشاء حواجز الامواج من شواطئ المنتزة حتى ميامي بطول 3كم وكان هذا فى عام 2001
وفى 2018 تم إطلاق مشروع الحماية البحرية ليغطى المسافة بين منطقة بير مسعود حتى السلسلة بالميناء الشرقى وجارى حاليا العمل فى المرحلة الاولي والتى بدأت من منطقة بير مسعود وحتى المحروسة بإنشاء سلسلتين من الحواجز الغاطسة بطول 1600متر وعرض 40 متر ومن المقرر أن تنتهى تلك المرحلة فى 2022.
وبانتهاء المرحلة الأولى سيتم البدء فى المرحلة الثانية والتى تبدأ من منطقة المحروسة حتى منطقة سان ستيفانو ثم تبدأ المرحلة الثالثة من منطقة سيدى جابر حتى حاجز السلسلة بالميناء الشرقى.
إن اعمال الحماية البحرية التى تتم تهدف الي حماية سواحل الإسكندرية وكذلك حماية طريق الكورنيش من النحر وتهدف ايضا للعمل علي خلق شواطى جديدة كانت قد اختفت مع أعمال توسعة طريق الكورنيش فى عام 2004مثل شواطئ الإبراهيمية وكليوباترا وغيرها، حيث ستتضمن الأعمال الحالية أعمال تغذية بالرمال لكافة الشواطئ التي يتم أمامها انشاء حواجز للأمواج.
ايضا قامت الهيئة العامة المصرية لحماية الشواطئ بإنشاء بعض الحمايات التى تستهدف حماية وتأمين المناطق الأثرية فانشات حاجز حماية بطول 520 متر يدور حول قلعة قايتباى وكذلك بعض اعمال الحماية البحرية داخل منطقة المنتزه والتى تستهدف حماية الكوبري الاثرى ومنطقة الاحواض السمكية الشهيرة
كما قامت محافظة الإسكندرية بالتنسيق مع الهيئة المصرية لحماية الشواطئ بإنشاء حائط بطول 583متر بمنطقة المنشية باتجاه محطة الرمل بهدف حماية سور الكورنيش القديم من قوة الامواج فى هذه المنطقة.
وتؤكد الادارة المركزية للسياحة والمصايف بأن مانراه من تقلص للمساحات الشاطئية بالشواطئ التي تقع غرب منطقة بير مسعود هي نتيجة طبيعية ومؤقتة بسبب انشاء حواجز الامواج بمنطقة سيدي بشر حاليا حيث تندفع التيارات البحرية وتشتد الامواج خاصة بفصل الشتاء بالمنطقة المحصورة بين آخر نقطة وصل اليها حاجز الامواج وبين منطقة بير مسعود، وستختفي تلك الظواهر بانتهاء انشاء تلك الحواجز والتي يمكن متابعة انشائها بوضوح من علي طريق الكورنيش بمنطقة سيدي بشر .
وفى النهاية نؤكد أن الدولة المصرية تعى تماما الآثار السلبية للتغيرات المناخية التى تؤثر فى العديد من مناطق العالم كنتيجة طبيعية للاحتباس الحرارى والانبعاثات الكربونية والارتفاع المتواصل لدرجة حرارة الكرة الأرضية لذلك وضعت السيناريوهات المختلفة للتعامل مع هذة المتغيرات وسخرت لذلك كافة الإمكانيات من أجل تأمين السواحل المصرية
Hits: 137