لما الفرنساويين دخلوا الاسكندرية، وابتدى علماء الغزو الفرنسي “الحملة الفرنسية” يسجلوا كل الآثار الموجودة في الاسكندرية، ظهرلنا في كتاب وصف مصر مسجد معروف باسم مسجد أثاناس…
والمسجد اتعرف بالاسم ده لأنه اتبنى على انقاض كنيسة للقديس أثاناسيوس، وهو أسقف الأسكندرية وبابا الكرازة حوالي عام ٣٢٨ ميلادياً
سجل علماء الحملة الفرنسية تفاصيل “جامع أثاناس” بالتفصيل، والمنطقة المحيطة به، ومن ضمن ما تم توثيقه هو حوض مياه ضخم من الجرانيت الأسود،
به ٨ فتحات على ٣ جوانب وكان يستخدم في الوضوء في الجامع، والجامع ده هو مسجد العطارين.
وأمر نابوليون بضمه لمجموعة الآثار اللي اتاخدت من مصر، زي حجر رشيد وتابوت آخر من القاهرة يعرف باسم الحوض المرصود علشان يتعرضوا في فرنسا…
ولكن بهزيمة الفرنساويين على يد الانجليز التابوت وقع في ايد الانجليز واتنقل مع التابوت التاني وحجر رشيد إلى المتحف البريطاني في لندن، وكلهم معروضين في قاعة الآثار المصرية
وبعد فك رموز حجر رشيد، استطاع العلماء انهم يعرفوا صاحب التابوت ده، وهو الملك نختنبو الثاني آخر ملوك عصر الأسرات المصرية القديمة ٣٦٠ – ٣٤٣ قبل الميلاد، واللي هرب من الفرس ، واللي بعدهم بعقدين جه الاسكندر وأسس الأسكندرية
يعني تابوت مصري قديم من القرن ٤ قبل الميلاد، كان في كنيسة من القرن ٤ الميلادي، واللي اتهدت بعد كده، وبعدها بمئات السنين اتبنى جامع العطارين مع الفتح الاسلامي لمصر، واتجدد مرتين…
اسكندرية كل شبر فيها تاريخ، وحقيقي مدينة فوق مدينة فوق مدينة، وحتفضل طول عمرها لغز يحير كل الناس!