يخرج قبل غروب الشمس حاملا عامود من الحديد، يعلوه اسطوانة دائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة، يحمل على ظهره سلم خشبي، ويجوب شوارع محددة له سلفا، ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعالها، ثم يعاود مروره مرة أخرى في الصباح لإطفائها مرة أخرى.
«المشعجلي» مهنة انطلقت في شوارع الاسكندرية في القرن الـ19، مع انتشار أعمدة الإنارة في شوارعها ، وتعتمد على النار في إشعالها، ويلتحق صاحبها ببلدية الاسكندرية، ويمارس مهام عمله يوميا في إنارة الشوارع الرئيسية. الإنارة بالمشاعل يمتد تاريخها إلى الفراعنة، والقدماء المصريين فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتا في الحجر من قبل الفراعنة قبل 6 آلاف عاما، وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات، وقطعة من قماش الكتان، وهو الأمر الذي ساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم، ومواصلة عملهم ليلا نهارا، وقد رصد «هيرودوتس» في قوله :«الآن كل المصابيح مضاءة، مليئة زيتاً مملّحاً، فيما يطفو الفتيل فوق الزيت، مشتعلاً كل الليل»، واصفا ليلة منيرة في مصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعونية.
Hits: 61