“الهوام الخضراء”عند الحديث عن مدينة الإسكندرية يهمس في الأذن صوت أمواج البحر الساحرة ونسمات الهواء العليلة، ولكن لا شك أنه أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. وهو ما ينطبق على حال شواطيء الإسكندرية حين تطفو الهوام الخضراء أو ما يعرف ب “طرح البحر” و هي عبارة عن طحالب بحرية يخلفها البحر بعد انحساره على شط الساحل فتعكر صفو المصطافين وتحول دون استمتاعهم بجمال شاطيء البحر . ويرجع السبب وراء هذه الظاهرة التي تشهدها معظم المدن الساحلية خلال أوقات محددة من العام – خاصة مع بداية موسم الصيف – إلى تغيير حركة المد والجزر بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفوفسات و النيتروجين بمياه البحر والتي تؤدي بدورها إلى سرعة تكاثر الطحالب وظهور الرواسب بمياه البحر المتوسط خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بما يسبب تغيير لون مياه البحر و تكون كميات كثيفة من هذه الطحالب الخضراء.وهناك العديد من الأنواع والأجناس الخاصة بالطحالب والتي منها فولفوكس وزيجنيما وباندورينا وسبيروجيرا وغيرهم من الأنواع المختلفة التي يفوق عددها 4,000 نوع، وتختلف البيئة التي يميل كل منها استيطانها، كما تختلف في طبيعتها، فمنها ما يكون أحادي الخلايا، أو متعدد الخلايا، وتتخذ من الماء ومن المسطحات البيئية بيئة لها تعيش بها. ويدخل الكلوروفيل في تكوين الطحالب الخضراء، وهي تلك المادة التي يطلق عليها اسم اليخضور، وهي مادة هامة في تغذية النباتات وتساهم في بقاءها على قيد الحياة.و من أهم ما يميّز الطحالب الخضراء عن غيرها، إذ تتكوّن من الأصباغ التي تجعلها تبدو بلونها الأخضر، وتتفاوت درجة اللون الأخضر بين باهتة وزاهية، كما تعطي الماء اللون الأخضر عمومًا، وللطحالب الخضراء فوائد حيث تستفيد الكائنات الحيّة المائية من وجود الطحالب في التغذية، إذ تعمل الطحالب الخضراء على إنتاج كمّيات من النشا من خلال عملية البناء الضوئي، إضافةً إلى ذلك يمكن أن تساهم الطحالب في إمداد تلك الكائنات المائية بالأكسجين اللازم.و يتم التعامل مع هذه الظاهرة “طرح البحر” من قِبل المحافظة والجهات المختصة بشكل يومي من خلال رفع الهوام باستخدام “شبك الصيد” وتعبئتها في أجولة ليتم نقلها إلى خارج الشواطئ بالتنسيق مع شركة النظافة وتتم هذه العملية بشكل مستمر تجنبًا لتجمعها على الرمال لفترات طويلة مما ينتج عنها روائح كريهة وحشرات وحرصًا على راحة واستمتاع المصطافين.
Hits: 124