زماااااان سنة ١٨٧٥ كان فيه رجل أعمال إيطالي عايش في الإسكندرية وبدل ما يستثمر فلوسه في حاجه مضمونه، اشتري بكل ثروته الي ورثها عن والده وكانت ساعتها ١٠٠ مليون فرنك ، اشتري اراضي في حته متطرفة في اسكندرية في شارع اسمه شارع رشيد مش بس كده دا كمان بني عليها مباني فاخرة منهم قصر جميل عشان يعيش فيه واستدعي المصمم الإيطالي الشهير «بونانني» لتصميم قصره . انتهى بناء الأرض سنه ١٨٨٠ ساعتها الناس قالوا عليه مجنون ، حد يحط فلوسه كلها في مكان مفيش حد بيروحه اصلا ، والناس سموه الغبي ولانه وضع كل فلوسه في الأراضي ولما بقي فقير اشتهر في المنطقة بالرجل “الفقير الغبي ” ،
تمر الأيام وبعدها بسنتين في سنة ١٨٨٢ يضرب الأسطول الانجليزي قلب الإسكندرية اللي هي منطقة المنشية، اتهدت مباني ومنازل كثيرة، وعائلات كثيرة خاصة من أغنياء المدينة اللي بدأوا يدوروا على مناطق تانيه للسكن زي شارع رشيد ، وراحوا للفقير الغبي يشتروا منه الأراضي والمباني ، المنطقة اتعمرت وسعر البيع ارتفع جدا ، وحصد الفقير مبالغ خرافية وبقي من أغنى رجال الأعمال في الإسكندرية ،
الرجل ده هو (فيليبو بيني) ، من عائلة (بيني) الشهيرة في الإسكندرية ، و شارع رشيد هو (شارع فؤاد) حاليا .
وانت بتتمشى في شارع فؤاد اقدم واحلى شوارع الإسكندرية حتلاقي أجمل مباني في إسكندرية كلها جنب بعض ، قصر المركز الثقافي الاسباني وهو قصر بيني اللي بناه لنفسه والمبني البديع لمديرية الشئون الصحية واللي كان بيتأجر كوحدات سكنية وكان معروف جدا بإسم أوتيل بيني و مبني مدرسة بلقيس حاليا ، وهي المباني الي بناها بيني ولحد دلوقتي محفور رمز عائله بيني في مبنى الشؤون الصحية وهو رمز شجرة الصنوبر المنشقة من اسمه «بيني» و نحت عليها «الحمل» وكتب عليه «السامي المتواضع »
وفي مبنى القنصلية الاسبانية ستجد حروف اسم (فليبو) محفورة على الاسقف .
قصر بيني استأجرته الحكومة الإسبانية من ابنه فيليبو سنة ١٩٥٩ ثم تملكته في التسعينات، وأصبح هو مقر القنصلية الإسبانية والمركز الثقافي الإسباني، أغلقت القنصلية وأصبح معهد «ثربانتس» المركز الثقافي الإسباني بالإسكندرية هو من يمتلك المبنى حاليًا ويحافظ على تراث المبني .
اللي درس في المركز الثقافي الإسباني يعرف كويس قد ايه المكان ده عريق وراقي ، الحاله اللي بتحسها من اول ما تدخل من البوابة ، رائحة المكان ، سلم القصر ، تصميم الاسقف، كل تفصيلة هاديه وعريقة في المكان ، تخيل لما يجتمع العراقه والعلم في مكان واحد، غرف القصر أصبحت قاعات لتلقي وتعليم اللغة الإسبانية ، معهد (ثربانتس) هو حاله عشق لكل مدرسيه وطلابه من محبين اللغه الاسبانيه .
المصدر: د اسلام عاصم
استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالمعهد العالي للسياحة ونقيب المرشدين السياحيين الاسبق.
إعداد الباحثة: أميرة بسيوني
Hits: 1