الفنون الشعبية السكندرية
تُعرف الفنون الشعبية بأنها الفنون المرتبطة بالشعب والمعبرة عن فئاته المختلفة، وكانت الفنون الشعبية في النصف الأول من القرن العشرين متناثرة، متنوعة في كل مكان من أرض مصر، فجاء زكريا الحجاوي ليطوف البلاد، يجمع تلك الفنون فن القول والرقص والموسيقى وينسقها ويقدمها في إخراج خاص، حتى جمع 72 ملحمة شعبية من كل مكان في مصر.
وقدم بعضها في الإذاعة، إلى أن تأسس مركز الفنون الشعبية في العام 1957م، ليكون مركزًا علميًا لتسجيل التراث الشعبي بمختلف أنواعه في جميع أنحاء مصر، ما شجع على إنشاء فرق للفنون الشعبية بشكل رسمي، وإن كانت قبل هذا التاريخ موجودة فعليًا، كونها قديمة قدم الإنسان ذاته معبرة عنه، ومن ذلك كانت فرق الإسكندرية للفنون الشعبية التي تميزت في تقديم العديد من التابلوهات والاستعراضات الغنائية التي تجسد الفلكلور الشعبي لعادات وتقاليد الشعب السكندري. ومنها استعراضات «الصيادين، الحصان، أولاد بحري، الفراعنة، والصعايدة» وغيرها من التابلوهات الشهيرة
لماذا يضحك البحر؟حينما تزور الإسكندرية تجد عبارة تستقبلك كثيرًا أينما ذهبت، «البحر بيضحك ليه»، تتساءل ببراءة: حقاً لماذا يضحك البحر، ولماذا لا تفارق البسمة وجوه الإسكندرانية مهما صادفهم من معوقات وأزمات؟.. ستدرك حتمًا مع الأيام السر في أنهم لا يملأون صدورهم بأي شيء يغضبهم، يجعلون بينهم والنكد عداء لا ينفك؛ ولذلك وجدت الفنون الشعبية في الإسكندرية حظًا وافراً من الاهتمام والتطوير منذ بداية الخمسينيات، مع بداية إنشاء قصور وبيوت الثقافة.
حيث أصبح الفن الشعبي حاضرًا في كل الأوقات والمناسبات، معبرًا عن خفايا ما تجيش به الصدور، حتى صارت هذه الفرق حالياً من أهم الفنون التي يعتمد عليها في إحياء احتفالات مراسم الاستقبال في الزيارات الرسمية لكبار المسئولين، وكذلك أصبحت مطلوبة في أغلب محافظات مصر، بل تعدت الحدود بالمشاركة في أهم المهرجانات العربية والعالمية وحصدت الكثير من الجوائز.
وتعتبر رقصة «السكينة» من أشهر الرقصات السكندرية التي عبرت عن أولاد السواحل وشهامة أولاد بحري، وكذلك رقصة «الصيادين» التي تعبر عن البحر وجماله في مدينة «الثغر»، والتي تؤديها مجموعة من الشباب والفتيات يرتدون الزي السكندري، وأدواتهم الكرسي والسكين وعصا كبيرة، وهناك رقصة «النقر زان» التي يتميز أفرادها بلباس ذات ألوان زاهية، وهي رقصة محببة لدى الجمهور السكندري عاشق التراث.
Hits: 1121